فصل: أحاديث الباب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **


 أحاديث الباب

روى البخاري في‏"‏ صحيحه‏"‏ ‏[‏ص 467‏]‏ من حديث عبيد بن حنين عن أبي هريرة، قال‏:‏ قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏إذا وقع الذباب في شرب أحدكم فليغمسه، ثم لينزعه فإن في إحدى جناحيه داء، وفي الآخر شفاء‏"‏ انتهى‏.‏ قال البيهقي‏:‏ قال الشافعي‏:‏ ووجه ذلك أنه عليه السلام لا يأمر بغمس ما ينجس ما مات فيه، لأن ذلك عمد إفساده‏.‏ انتهى‏.‏ وزاد فيه أبو داود بإسناد حسن‏:‏ وأنه يتقى بجناحه الذي فيه الداء، انتهى‏.‏

- حديث آخر، روى النسائي ‏.‏ وابن ماجه في‏"‏ سننهما‏"‏ ‏[‏النسائي في ‏"‏كتاب الفرع والعتيرة‏"‏ ص 192، وابن ماجه في‏"‏ الطب‏"‏ ص 258‏]‏ من حديث سعيد بن خالد القارظي ‏[‏صدوق‏"‏ تقريب‏"‏‏.‏‏]‏ عن أبي سلمة حدثني أبو سعيد الخدري أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ قال‏:‏ ‏"‏في إحدى جناحي الذباب سم والآخر شفاء،، فإذا وقع في الطعام فامقلوه فيه فإنه يقدم السم، ويؤخر الشفاء‏"‏، انتهى‏.‏ ورواه ابن حبان في ‏"‏صحيحه‏"‏ وأحمد في مسنده‏"‏ وسعيد هذا ضعفه النسائي، وقال الدارقطني‏:‏ مدني يحتج به، وذكره ابن حبان في الثقات‏.‏

حديث ‏"‏لا يبولن أحدكم في الماء الدائم‏"‏ تقدم قريبًا‏.‏

- الحديث التاسع والثلاثون‏:‏ قال عليه السلام‏:‏

- ‏"‏أيما إهاب دبغ فقد طهر‏"‏

قلت‏:‏ روي من حديث ابن عباس ‏.‏ ومن حديث ابن عمر،

- أما حديث ابن عباس، فرواه النسائي في ‏"‏سننه ‏[‏ص 19 - ج 2، و الطحاوي‏:‏ ص 271، وابن جارود‏:‏ ص 396‏]‏ في كتاب الفرع والعتيرة‏"‏، والترمذي‏.‏ وابن ماجه في ‏"‏كتاب اللباس‏"‏ من حديث زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن وعلة عن ابن عباس، قال‏:‏ قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏أيما إهاب دبغ فقد طهر‏"‏، انتهى‏.‏ قال الترمذي‏:‏ حديث حسن صحيح، فسره النضر بن شميل، وقال‏:‏ إنما يقال‏:‏ ‏"‏إهاب‏"‏ لجلد ما يؤكل لحمه، انتهى ‏[‏لجواب‏:‏ أن هذا خلاف لغة العرب، قال الأزهري‏:‏ جعلت العرب جلد الانسان إهابًا، وأنشد فيه قول عنترة‏:‏ *فشككت بالرمح الأصم إهابه*

وأنشد الخطابي‏.‏ وغيره فيه أبياتًا كثيرة، وعن عائشة في ‏"‏وصفها إياها‏"‏ قالت‏:‏ وحقن الدماء في أهبها - تريد دماء الناس ‏.‏‏]‏‏.‏ ورواه مالك في ‏"‏الموطأِ‏"‏ عن زيد بن أسلم عن ابن وعلة ‏[‏قلت‏:‏ هذا وهم، فإن مالكًا رواه في - الصيد - في ‏"‏باب جلود الميتة‏"‏ عن زيد بن أسلم عن ابن وعلة، بلفظ مسلم‏:‏ إذا دبغ الإهاب فقد طهر، اهـ‏]‏ سواءُ ورواه ابن حبان في ‏"‏صحيحه‏"‏ في النوع السادس والمائة، من القسم الثاني، ورواه أحمد ‏[‏ص 270، و 343‏]‏‏.‏ والشافعي‏.‏ وإسحاق بن راهويه‏.‏ والبزار في ‏"‏مسانيدهم‏"‏، ورواه البزار في حديث يحيى بن سعيد عن ابن وعلة، ومن حديث القعقاع بن حكم عنه، ثم قال‏:‏ وإنما رويناه كذلك، لئلا يقول جاهل‏:‏ إن عبد الرحمن رجل مجهول، وروى عنه أيضًا عبد اللّه بن هبيرة، انتهى كلامه‏.‏

واعلم أن كثيرًا من أهل العلم المتقدمين والمتأخرين عزوا هذا الحديث في ‏"‏كتبهم‏"‏ إلى مسلم، وهو وهم، وممن فعل ذلك البيهقي في ‏"‏سننه‏"‏ وإنما رواه مسلم بلفظ‏:‏ إذا دبغ الإهاب فقد طهر، واعتذر عنه الشيخ تقي الدين في ‏"‏الإمام‏"‏ ‏[‏قلت‏:‏ اعتذار الشيخ صحيح، فإن البيهقي إذا لم يقل‏:‏ بهذا اللفظ يريد به أصل الحديث، وإذا شخص لفظًا ليستدل به أو راويًا ينظر إلى ذلك اللفظ والراوي، وأنه أورد الحديث في ص 16 بلفظ‏:‏ ‏"‏أيما إهاب دبغ فقد طهر‏"‏، وقال‏:‏ رواه مسلم، وكان نظره إذ ذاك إلى لفظ الدباغة حيث قال بعده‏:‏ ‏"‏قد اتفق الكل في هذا الحديث على لفظ الدباغ فيه‏"‏‏.‏ ثم أخرجه في ص 20 بلفظ‏:‏ ‏"‏أيما إهاب دبغ فقد طهر‏"‏، وقال‏:‏ أخرجه مسلم بن الحجاج في ‏"‏الصحيح‏"‏ بهذا اللفظ، وكذلك رواه مالك بن أنس عن زيد ‏"‏إذا دبغ‏"‏، فاستفيد من هذا أن غرضه كان في الأول ‏:‏ إلى لفظ الدباغ، وفي الثاني إلى لفظ ‏"‏إذا دبغ‏"‏، وعلم منه أيضًا أن مالكًا رواه عن زيد بلفظ‏:‏ إذا دبغ‏"‏ دون ‏"‏أيما إهاب‏"‏، فعلم من هذا أن المخرج وهم فيما عزاه إلى مالك، إن لم يكن له نسختان، أو أورده في موضع آخر‏]‏ فقال‏:‏ والبيهقي وقع له مثل في ‏"‏كتابه‏"‏ كثيرًا، ويريد به أصل الحديث لا كل لفظة منه، قال‏:‏ وذلك عندنا معيب جدًا إذا قصد الاحتجاج بلفظة معينة، لأن فيه إيهام أن اللفظ المذكور أخرجه مسلم، مع أن المحدثين أعذر في هذا من الفقهاء لأن مقصود الحدثين الإسناد ومعرفة المخرج، وعلى هذا الأسلوب ألَّفوا كتب الأطراف، فأما الفقيه الذي يختلف نظره باختلاف اللفظ فلا ينبغي له أن يحتج بأحد المخرجين، إلا إذا كانت اللفظة فيه، انتهى‏.‏

- وأما حديث ابن عمر، فأخرجه الدارقطني في ‏"‏سننه‏"‏ عن إبراهيم بن طهمان عن أيوب عن نافع عن ابن عمر، قال‏:‏ قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏أيما إهاب دبغ فقد طهر‏"‏، انتهى‏.‏ قال الدارقطني‏:‏ إسناده حسن، انتهى‏.‏

-